ولما أردف البيان لأوصاف المؤمنين التعريف بأحوال الكافرين وكانوا قد انقسموا على مصارحين ومنافقين وكان المنافقين قسمين جهالاً من مشركي العرب وعلماء من كفار بني إسرائيل كان الأنسب ليفرغ من قسم برأسة على عجل الداءة أولاًبالمصارحين فذكر ما أراد من أمرهم في ايتين، لأن أمرهم أهون وشأنهم أيسر لقصدهم بما يوهنهم بالكلام أو بالسيف على ان ذكرهم على وجه يعم جميع الأقسام فقال خخاطباًلأعظم المنعم عليهم على وجه التسلية والإعجاز عل في معرض الجواب لسؤال من كأنه قال : هذا خال الكتاب للمؤنين فما حاله للكافرين ؟ ﴿إن الذين كفرواْ﴾ أي حكم، بكفرهم دائماً حكماًنفذ ومضى فستروا ما أقيم من الدلة على الوحدانية عن العقول التى هيئت لإدراكه والفطر الأولى التي خلصت عن مانع يعوقها عن الانقياد له وداموا على ذلك بما دل عليه السابق بالتغير عن أضدادهم بما يدل على تجديد الإيمان على الدوام واللحاق بالختم والعذاب، ولعله عبر بالماضي والموضع للوصف تنفيراًمن مجرد إيقاع الكفر ولو للنعمة وليشمل المنافقين وغيرهم ولما دل هذا الحال على أنهم عملوا ضد المؤمنون من الانقياد المعنى ﴿سواء عليهم أأنذرتهم﴾ أي إنذار في هذا الوقت بهذا الكتاب ﴿أم لم تنذرهم﴾ أي وعدم إنذار فيه وبعده وقد انسلخ عن أم والهمزة معنى الاستفهام، قال سيبوية : جرى هذا على حرف الاستفهام كما جرى على حرف النداء في قولك : اللهم اغفر لنا أيتها العصابة.
انتهى ولعله عبر بصورة الاستفهام وقد سلخت عن معناه إفهاماً لأنهم توغلوا في الكفر توغل من وصل في الحمق إلى أنه لو شاهد الملك يستفهمك عنه ما آمن.


الصفحة التالية
Icon