انتهى ز ولما كان الفساد يكفي في معرفته والسد غنه أدنى تأمل والسفه لايكفي في إدراكه والنهي عنه إلا رزانت العلم ختمت كل آية بما يناسب ذلك من الشعور والعلم ولما كان العام جزء الخاص قدم عليه ولما نفاقهم وعلته وسيرتهم عند دعاء الداعي إلي الحق بهذة الآيات بين سيرتهم في أقوالهم في أقوالهم في خداعهم دليلاًعلى إفسادهم بقوله :﴿وإذا لقوا﴾ وللقاء اجتماع بإقبال ﴿الذين آمنوا﴾ أي حقاً ظاهراًوباطناً، ولكن إيمانهم كما قال الحرالي فعل من أفعالهم لم ينته إلى أن يصير صفة لهم، وأما المؤمنون الذين صار إيمانهم صفة لهم فلا يكادون يلقونهم بمقتضاه، لأنهم لا يجدزن معهم مدخلاًر في قول ولا مؤانسة، لأن اللقاء لا بد فيه من إقبال ما من الملتقيين.
انتهى.
﴿قالوا﴾ خداعاً ﴿آمنا﴾ معبرين بالجملة الفعلية الماضية التي يكفي في إفادتها لما سقيت له أدنى الحدوث.
﴿وإذا خلوا﴾ منتهين ﴿إلى شياطينهم﴾ الذين هم رؤوسهم من غير أن يكون معهم مؤمن، والشيطان هو الذي الشديد البعد عن محل الخير.
قال الحرالي، ﴿قالوا إنا معكم﴾ معبرين بالأسمة الدالة على الثبات مؤكدين لها دالالة على نشاطهم لهذا الإخبار لمزيد حبهم لما أفاده ودفعاًلما قد يتوهم من تبدلهم من رأى نفاقهم للمؤمنين ثم استأنفوا في موضع الجواب لمن قال : ما بالكم تلينون للمؤمننين قولهم ؟ ﴿إنما نحن مسهزئون﴾ أي طالبون للهُزء ثابتون عليه فيما نظهر من الإيمان والهزء إظهار الجد وإخفاء الهزل فيه ـقاله الحرالي.
فأجيب من كأنه قال : بماذا جوزوا ؟ بقوله :﴿اللهُ يستهزىءبهم﴾ أي يجازهم على فعلهم بالاستداج بأن يظهر لهم من أمره المرذي لهم ما لا يدركون وجهة فهو يجري عليهم في الدنيا في الدنيا أحكام أهل الإيمان ويذيقهم في الدارين أعلى هوان مجدداًلهم ذلك بحسب استهزائهم، وذلك أنكمأ من شيء دائم توطّن النفس فلذلك عبر بالفعليه دون الاسمية.