ولما ذكر المبشر اتبعه المبشر به فقال :﴿أن لهم جنات﴾ أي متعددة، قال الحرالي : لتعدد رتب أفعالهم التي يطابق الجزاء ترتبها وتعددها كما قال عليه الصلاة والسلام للتي سألت عن ابنها :"إنها جنان وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى" وفي التعبير بلهم إشعار بأن ذلك الذي لهم ينبغي لحاقه بذواتهم ليحصل به من كمال أمرهم
٧٢
وصلاح حالهم نحو مما يحصل بكمال خلقهم وتسويتهم.
والجنات مبتهجات للنفوس تجمع ملاذ جميع حواسها، تُجن المتصرف فيها أي تخفيه وتجن وراء نعيمها مزيداً دائماً - انتهى.
ثم وصفها بأنها ﴿تجري﴾ قال الحرالي : من الجري وهو إسراع حركة الشيء ودوامها، ﴿ومن تحتها﴾ أي من تحت غرفها، والتحت ما دون المستوى، ﴿الأنهار﴾ جمع نهر، وهو المجرى الواسع للماء - انتهى.
فإسناد الجري إليها مجاز، والتعريف لما عهده السامع من الجنس ويحتمل أن يكون المعنى أن أرضها منبع الأنهار، فَتَحتَ كل شجرة وغرفة منبع نهر، فهي لا تزال غضّة يانعة متصلة الزهر والثمر لا كما يجلب إليه الماء وربما انقطع في وقت فاختلّ بعض أمره.
قال الحرالي : وإذا تعرف حال العامل من وصف جزائه علم أن أعمالهم كانت مبنية على الإخلاص الذي هو حظ العاملين من التوليد الذي الماء آيته - انتهى.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٦١


الصفحة التالية
Icon