هو أقرب منه، فقال كالمفصل لإجمال ذلك التهديد مبرزاً بدل ضميرهم الوصف الذي أداهم إلى ذلك :﴿ولو ترى﴾ أي يكون منك رؤية فيما هو دون ذلك ﴿إذ الظالمون﴾ أي لأجل مطلق الظلم فكيف بما ذكر منه! واللام للجنس الداخل فيه هؤلاء دخولاً أولياً ﴿في غمرات الموت﴾ أي شدائده التي قد غمرتهم كما يغمر البحر الخضم من يغرق فيه، فهو يرفعه ويخفضه ويبتلعه ويلفظه، لا بد له منه ﴿والملائكة﴾ أي الذين طلبوا جهلاً منهم إنزال بعضهم على وجه الظهور لهم، وأخبرناهم أنهم لا ينزلون إلا لفصل الأمور وإنجاز المقدور ﴿باسطوا أيديهم﴾ أي إليهم بالمكروه لنزع أرواحهم وسلّها وافية من أشباحهم كما يسل السفود المشعب من الحديد
٦٧٤
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦٧٣


الصفحة التالية
Icon