فأما إن ذكر المسيح على معنى الصلاة على رسول الله ﷺ فجائز، قال : وقال الحليمي : تحل مطلقاً وإن سمى المسيح - والله أعلم، ثم قال في المسائل المنثورة : الثالثة : قال ابن كج : من ذبح شاة وقال : أذبح لرضى فلان، حلت الذبيحة، لأنه لا ينصرف إليه بخلاف من تقرب بالذبح إلى الصنم ؛ وقال الروياني : إن من ذبح للجن وقصد به التقرب إلى الله تعالى ليصرف شرهم عنه فهو حلال، وإن قصد الذبح لهم فحرام ؛ ومما يوضح لك سر هذا الانتظام ويزيده حسناً أن هذه الآيات كلها من قوله تعالى ﴿إن الله فالق الحب والنوى﴾ [الأنعام : ١٠٠] إلى آخر السورة تفصيل لقوله تعالى في أول السورة ﴿قل أغير الله اتخذ ولياً فاطر السماوات الأرض﴾ [الأنعام : ١٤]، فلما ذكر إبداعه السماوات والأرض بقوله ﴿إن الله فالق الحب والنوى﴾ [الأنعام : ٩٥] ونحوه، وأنكر اتخاذ من دونه بقوله ﴿وجعلوا لله شركاء الجن﴾ [الأنعام : ١٠٠] وما نحا نحوه، قال ﴿فكلوا﴾ [الأنعام : ١١٨] إشارة إلى ﴿وهو يطعم ولا يطعم﴾ [الأنعام : ١٤] وقوله ﴿و من كان ميتاً فأحييناه﴾ [الأنعام : ١٢٢] وقوله ﴿فمن يرد الله أن يهديه﴾ [الأنعام : ١٢٥] ونحوهما إشارة إلى قوله ﴿قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم﴾ [الأنعام : ١٤]، وقوله ﴿ويوم نحشرهم جميعاً﴾ [الأنعام : ٢٢] ونحوه مشير إلى ﴿إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم﴾ [الأنعام : ١٥].
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٧٠٣


الصفحة التالية
Icon