جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٠٥
ولما تقدم القيام إلى الصلاة، وتقدم ذكره الأزواج المأمور فيهن بالعدل في أول النساء وأثنائها، وكان في الأزواج المذكورات هنا الكافرات، ناسب تعقيب ذلك بعد الأمر بالتقوى بقوله تعالى :﴿ياأيها الذين آمنوا﴾ أي أقروا بالإيمان، ولما كان العدل في غاية الصعوبة على الإنسان، فكان لذلك يحتاج المتخلق به إلى تدريب كبير ليصير صفة
٤٠٦
راسخة، عبر بالكون فقال تعالى :﴿كونوا قوّامين﴾ أى مجتهدين في القيام على النساء اللاتي أخذتموهن بعهد الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وعلى غيرهن في الصلاة وغيرها من جميع الطاعات التي عاهدتم على الوفاء بها.
ولما كان مبنى السورة على الوفاء بالعهد الوثيق، وكان الوفاء بذلك إنما يخف على النفوس، ويصح النشاط فيه، ويعظم العزم عليه بالتذكير بجلالة موثقة وعدم انتهاك حرمته، لأن المعاهد إنما يكون باسمه ولحفظ وحده ورسمه، قدم قوله :﴿لله﴾ أي الذي له الإحاطة بكل شيء.
بخلاف ما مضى في النساء.


الصفحة التالية
Icon