قوله آمراً بعد النهي تأكيداً لأمر العدل :﴿اعدلوا﴾ أي تحروا العدل واقصدوه في كل شيء حتى في هذه الزوجات وفيمن يجاوز فيكم الحدود، فكلما عصوا الله فيكم أطيعوه فيهم، فإن الذي منعكم من التجاوز وفيمن يجاوز فيكم الحدود، فكلما عصوا الله فيكم أطيعوه فيهم، فإن الذي منعكم من التجاوز خوفه يريكم من النصرة وصلاح الحال ما يسركم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٠٥
ولما كان ترك قصد العدل قد يقع لصاحبه العدل اتفاقاً، فيكون قريباً نم التقوى، قال مستأنفاً ومعللاً :﴿هو﴾ أي قصد العدل ﴿أقرب﴾ أي من ترك قصده ﴿للتقوى﴾ والإحسان الذي يتضمنه الصلح أقرب من العدل إليها، وتعدية ﴿أقرب﴾ بالام دون إلى المقتضية لنوع بعد زيادة في الترغيب - كما مر في البقرة ؛ ولما كان الشيء لا يكون إلا بمقدماته، وكان قد علم من هذا أن العدل مقدمة التقوى، قال عاطفاً على النهي أو على نحو : فاعدلوا :﴿واتقوا الله﴾ أي اجعلوا بينكم وبين غضب الملك الأعظم وقاية بالإحسان فضلاً عن العدل، ويؤيد كون الآية ناظرة إلى النكاح مع ما ذكر ختام آية الشقاق التي في أول النساء بقوله ﴿إن الله كان عليماً خبيراً﴾ [النساء : ٣٥]، وختام قوله تعالى في أواخرها وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو اعراضاً بقوله ﴿فإن الله كان بما تعملون خبيراً﴾ وختام هذه بقوله معللاً لما قبله :﴿إن الله﴾ أي المحيط بصفات الكمال ﴿خبير بما تعملون*﴾ لأن ما بين الزوجين ربما دق علمه عن إدراك غير العليم الخبير ؛ وقالو أبو حيان : لما كان الشنآن محله القلب، وهو الحامل على ترك العدل، أمر بالتقوى وأتى بصفة ﴿خبير﴾ ومعناها عليم ولكنها مما تختص بما لطف إدراكه انتهى.