مقتضى ظاهر لفظه، ولا أن هذا الحكم غير واجب علينا من حين وروده إلا بنص آخر وارد بأن هذا النص كما ذكر، أو بإجماع متيقن بأنه كما ذكر، أو بضرورة حس موجبة أنه كما ذكر، برهانه :﴿وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله﴾ [النساء : ٦٤] ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين له﴾ [إبراهيم : ٤] وقال ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة﴾ [النور : ٦٣]، ومن ادعى أن المراد بالنص بعض ما يقتضيه في اللغة العربية، لا كل ما يقتضيه فقد أسقط بيان النص، وأسقط وجوب الطاعة له بدعواه الكاذبة، وليس بعض ما يقتضيه النص بأولى بالاقتصار عليه من سائر ما يقتضيه - انتهى.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٥٩٩
وقال أهل الأصول : إن الظاهر ما دل على المعنى دلالة ظنية أى راجحة، والتأويل حمل الظاهر على المحتمل المرجوح، فإن حمل عليه لدليل فصيح - أو لما نظن دليلاً وليس في الواقع بدليل - فاسد، أو لا لشيء فلعب لا تأويل، قال الإمام الغزالي في كتاب المحبة من الإحياء في الكلام على أن رؤية الله تعالى في الآخرة هل هي بالعين أو بالقلب : والحق ما ظهر لأهل السنة والجماعة من شواهد الشرع أن ذلك يخلق في العين، ليكون لفظ الرؤية والنظر وسائر الألفاظ الواردة في الشرع مجرى على ظاهره إذ لا يجوز إزالة الظواهر إلاّ لضرورة - انتهى، وقال الإمام تقي الدين السبكي في جواب السؤال عن الرسالة إلى الجن الذي تقدم في أول الكلام على هذه الآية أني رأيته بخطه : الآية العاشرة :﴿ليكون للعالمين نذيراً﴾ [الفرقان : ١] قال المفسرون كلهم في تفسيرها : للجن والإنس، وقا لبعضهم : والملائكة.