الثانية عشرة ﴿وما أرسلناك إلا كافة للناس﴾ [سبأ : ٢٨] قال المفسرون : معناها : إلا إرسالاً عاماً شاملاً لجميع الناس، أي ليس بخاص ببعض الناس، فمقصود الآية نفي الخصوص وإثبات العموم، ولا مفهوم لها فيما وراء الناس، بل قوتها في العموم يقتضي عدم الخصوصية فيهم وحينئذ يشمل الجن، ولو كان مقصود الآية حصر رسالته في الناس لقال : وما أرسلناك إلا إلى الناس، فإن كلمة " إلا " تدخل على ما يقصد الحصر فيه، فلما أدخلها على ﴿كافة﴾ دل على أنه المقصود بالحصر، ويبقى قوله ﴿للناس﴾ لا مفهوم له، أما أولاً فلأنه مفهوم قلب وأما ثانياً فلأنه لا يقصد بالكلام، أما ثالثاً فلأنه قد قيل : إن ﴿الناس﴾ يشمل الإنس والجن، أي على القول بأنه مشتق من النوس، وهو التحرك، وهو على هذا شامل للملائكة أيضاً، وممن صرح من أهل اللغة بأن ﴿الناس﴾ يكون من الإنس ومن الجن الإمام أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي في كتابه ديوان الأدب، قال السبكي : السابعة عشرة ﴿إن هو إلا ذكر للعالمين﴾ [ص : ٨٧] الثامنة عشرة ﴿إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب﴾ [يس : ١١] ونحوهما كقوله
٦١٧