ولما عجب منهم في قولهم هذا الذي يقتضي أنهم لم يروا له آية قط بعد ما جاءهم من الآيات الخاصة به ما ملأ الأقطار، ورد إلى الصم الأسماع، وأنار من العمى الأبصار ؛ ذكرهم بآية غير آية القرآن تشتمل على آيات مستكثرة كافية لصلاحهم، رتبها سبحانه قبل سؤالهم تفضلاً منه عليهم دالة على باهر قدرته على البعث وغيره من الآيات التي طلبوها وغيرها وعلى تفرده بجميع الأمر، إذا تأملوها حق تأملها كفتهم في جميع ما يراد منهم فقال تعالى :﴿وما﴾ أي قالوا ذلك والحال أنه ما، وهي ناظرة أتم نظر إلى قوله ﴿هو الذي خلقكم من طين﴾ [الأنعام : ٢] أي فعل ذلك بكم وما ﴿من دابة في الأرض﴾ أي تدب أي تنتقل برجل وغير رجل ﴿ولا طائر يطير﴾ وقرر الحقيقة بقوله :﴿بجناحيه﴾ وشمل ذلك جميع الحيوان حتى ما في البحر، لأن سيرها في الماء إما أن يكون دبيباً أو طيراناً مجازاً.


الصفحة التالية
Icon