ولما كان المراد بعض الأمم، وهم الذين اراد الله إشهادهم وقص أخبارهم، أدخل الجار فقال :﴿من قبلك﴾ أي رسلاً فخالفوهم، وحسّن هذا الحذف كونه مفهوماً ﴿فأخذناهم﴾ أي فكان إرسالنا إليهم سبباً لأن أخذناهم بعظمتنا، ليرجعوا عما زين لهم الشيطان إلى ما تدعوهم إليه الرسل ﴿بالبأساء﴾ من تسليط القتل عليهم ﴿والضراء﴾ بتسليط الفقر والأوجاع ﴿لعلهم يتضرعون *﴾ أي ليكون حالهم حال من يرجى خضوعه وتذلله على وجه بليغ، بما يرشد إليه - مع صيغة التفعيل - الإظهار، ولأن مقصودها الاستدلال على التوحيد، وعند الكشف للأصول ينبغي الإبلاغ في العبادة، بخلاف ما يأتي في الأعراف.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦٣٦


الصفحة التالية
Icon