الأخبار ليعلموا منها ما يضر وما ينفع فلا يكونوا كالبهائم، فإنهم لو تأملوا أحوالهم واحوال من ورثوا أرضهم وأحوال الأرض لكفاهم ذلك في الهداية إلى سواء السبيل ولما كان إراثهم غير مستغرق للزمان، أتى بالجارّ فقال :﴿من بعد أهلها﴾ ثم ذكر نفعول ﴿يهد بقوله﴾ بقوله :﴿إن﴾ أي إنا ﴿لوشاء﴾ أي في أيّ وقت أردنا ﴿أصبناهم بذنوبهم﴾ أي إصابة نمحقهم بها كما فعلنا بمن ورثوا أرضهم ؛ ولما كان هذا تخويفاً للموجودين بعد المهلكين، ومنهم قريش وسائر العرب الذين يخاطبون بهذا القرآن، فكأن المخوف به لم يفع بعد، عطف على أصبنا قوله :﴿ونطبع على قلوبهم﴾ أي بإزالة
٧٥
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٧٤
عقولهم حتى يكونوا كالبهائم، ولذلك سبب عنه قوله :﴿فهم لا يسمعون*﴾ أي سماع فهم، وعبر عن الإصابة بالماضي إشارة إلى سرعة الإهلاك مع كونه شيئاً واحداً غير متجزئ، وعن الطبع بالمضارع إيماء إلى التجدد بحيث لا يمر زمن إلا كانوا فيه في طبع جديد.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٧٤


الصفحة التالية
Icon