بالمعجزات فاصبروا على ذلك التكذيب ووقفوا لذلك الطبع مع حظوظهم، ومنعتهم شماختهم وشدة شكائمهم عن الإيمان لئلا يقال : إنهم خافوا أولا فيما وقع منهم من التكذيب فكانوا فيه على غير بصيرة، أو إنهم خافوا ثانياً ما قرعتهم به الرسل من الوعيد، فدخلوا جنباً فيما يعملون بطلانه، فكان تزيين هذا لهم طبعاً على قلوبهم فكأنه قيل : إن هذا العجب هليقع في مثل ذلك أحد ؟ فقيل : نعم مثل ما طبعنا على قلوبهم، فكانه قيل : إن هذا العجب هل يقع في مثل ذلك أحد ؟ فقيل : نعم مثل ما طبعنا على قلوبهم حتى صارت مع الفهم لا تنتفع، ن فكأنها لا تفهم فكأنها لا تسمع ﴿كذلك يطبع الله﴾ أي الجامع لصفات الكبر ونعوت الجلال بما يجعل من الرين بما له من العظمة ﴿على قلوب الكافرين*﴾ أي كل من يغطي ما أعطاه الله من نور العقل بما تدعوه إليه نفسه من الهوى عريقاً في الاتصاف بذلك فيترك آيات الله.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٧٦


الصفحة التالية
Icon