ولما علم ان ما صنعوه إنما هم خيال، وما صنعه موسى عليه السلام أثبت من الجيال، سبب معقباً قوله :﴿فوقع الحق﴾ أي الذي لا شيء أثبت منه، فالواقع يطابقه لأن باطن الأمر مطابق لما ظهر منه من ابتلاعها لأمتعتهم فلإخبار عنه صدق، وفيه تنبيه على أن فعلهم إنما هو خيال بالنسبة إلى ظاهر الأمر، وأما في الباطن والواقع فلا حقيقة له، فالأخبار عن تحريك ما القوه كذب.
ولما أخبر عن ثبات الحق، أتبعه زوال الباطل فقال :﴿وبطل﴾ بحيث عدم أصلاً ورأساً ﴿ما كانوا يعملون*﴾ فدل بكان والمضارع على أنهم - مع بطلان ما عملوا - نسوا عملهم بحيث إنه أسند عليهم باب العمل بعد أن كان لهم به ملكة كملكة ما هو كالجبلة - والله أعلم ؛ ثم سبب عن هذا قوله :﴿فغلبوا هنالك﴾ أي عند هذا الأمر العظيم العالي الرتبه ﴿وانقلبوا﴾ أي جزاء على قلبهم لتلك الحقائق عن وجوهها حال كونهم ﴿صاغرين﴾ أي بعد أن كانوا - عند أنفسهم ومن يقول بقولهم وهوالأغلب-
٨٣


الصفحة التالية
Icon