طلب العون ﴿بالله﴾ الذي لا أعظم منه بما يرضيه من العبادة ﴿واصبرو﴾ ثم علل ذلك بانه فعال لما يريد، ولا اعتراض عليه ولا مفر من حكمه فقال :﴿إن الأرض﴾ أي كلها مصر وغيرها ﴿لله﴾ أي الذيلا أمر لأحد معه، كرره تذكيراً بالعظمة وتصريحاً وتبركاً ؛ ثم استأنف قوله :﴿يورثها من يشاءمن عباده﴾ ولما أخبر أن نسبة الكل إليه واحدة، أخبر بما يرفع بعضهم على فقال :﴿والعاقبة﴾ أي والحال أن آخر الأمر وإن حصل بلاء ﴿للمتقين*﴾ أي الذين يقون
٨٧
أنفسهم سخط الله بعمل ما يرضيه فلا عبرة بما ترون في العاجل فإنه قد يكون استدراجاً
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٨٥
ولما تشوف السامع إلى ما كان من جوابهم، أشار تعالى أن قلقهم كان وصل إلى حد لا صبر معه بقوله مستأنفاً :﴿قالوت﴾ ولما كان الوجع هو الأذى، لا كونه من معين، بنوا للمفعول قولهم :﴿اوذينا﴾ أي بالقتل والاستعباد.


الصفحة التالية
Icon