ولما كان أذاهم غير مستغرق للزمان، أثبتوا الجارّ فقالوا :﴿من قبل أن تأتينا﴾ أي كما تعلم ﴿ومن بعد ما جئتنا﴾ أي فما الذي إفادنا مجيئك ﴿قال﴾ مسلياً لهم وداعياً ومرجياً بما رمز إليه من قبل ﴿عسى ربكم﴾ أى الذي احسن إلى آبائكم بما تعرفون وإليكم بإرسالي إليكم ﴿أن يهلك عدوكم﴾ فلا يهولنكم ما ترون ﴿وستخلفكم﴾ أي ويوجد خلافتكم لهم متمكنين، لا يحكم عليكم غيركم ﴿في الأرض﴾ أي جنسها إن ﴿فينظر﴾ أي وانتم خلفاء متمكنون ﴿كيف تعملون*﴾ أي يعاملكم معاملة المختبر وهو في الأزل أعلم بما تعملون منكم بعد إيقاعكم للأعمال، ولكنه يفعل ذلك لتقوم الحجة عليكم على مجاري عاداتكم ولما رجاهم موسى عليه السلام بذلك، أخبر سبحانه أنه فعل ما أخبرهم به، فذكر مقدماته فقال :﴿ولقد﴾ أي قال لهم ما قال والحال أنا وعزتنا قد ﴿أخذنا﴾ أي قهرنا ﴿آل فرعون﴾ ولينّا عريكتهم وسهلنا شكيمتكم ﴿بالسنين﴾ أي بالقحط والجوع، فإن السنة يطلق بالغلبة على ذلك كما تطلق على العام ؛ ولما كانت السنة تطلق على نقص الحبوب، صرح بالثمار فقال، ﴿ونقص من الثمرات﴾ أي بالعاهات إن كان الماء كثيراً أو السنة للبادية والنقص للحاضرة ﴿لعلهم يذكرون*﴾ أى ليكون حالهم حال من يرجو الشماخة التي هي مظنة الوقوف مع الخطوظ ويوجب للإنسان الرقة قيقول : هذا إنما حصل لي بسبب تكذيبي لهذا الرسول وعبادتي من لا يكشف السوء عن نفسه ولا غيره
٨٨


الصفحة التالية
Icon