إنزال النفس دون منزلتها صنعة لا تواضعاً، والكبر رد الحق واحتقار الناس، ففي التقييد هنا إشارة خفية لإثبات العزة بالحق والوقوف على حد التواضع من غير انحراف إلى الصنعة وقوفاً على شرط العزم المنصوب على متن نار الكبر ؛ قال الإمام السهروردي : ولا يؤيد في ذلك ويثبت عليه غلاقدام العلماء الراسخين - قال تعالى احترازاً عنه ومدخلاً كل كبر خلا عن الحق الكامل :﴿بغير الحق﴾ أي إنما يختار غير الأحسن من يختاره بقضائي الذي لا يرد وأمري العالي على
١١١
أمر كل ذي جد فأزين لمن علمت خباثة عنصره ورداءة جوهره ما أريد حتى يرتكبوا كل قبيحة ويتركوا كل مليحة، فينصرون عن الآيات ويعمون عن الدلالات الواضحات ولما أخبر بتكرهم في الحال، عطف عليه فعلهم في المآل فقال :﴿وإن يروا كل آية أي مرئية أو مسموعة {لا يؤمنوا بها﴾ أي لتكبرهم عن الحق ﴿وإن يروا سبيل﴾ أي طريق ﴿الرشد﴾ أي الصلاح والصواب الذي هو أهل للسلوك ﴿لا يتخذوه سبيلاً﴾ أي فلا يسلكونه بقصد منهم ونظر وتعمد، بل إن سلكوه فعن غير قصد ﴿وإن يروا سبيل الغي﴾ أي الضلال ﴿يتخذوهة سبيلا﴾ أي بغاية الشهوة والتعمد والاعتمال لسلوكه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١١٠


الصفحة التالية
Icon