ولما كان هذا في سياق ﴿ذلك بأنهم كذبوا بآيتنا وكانوا عنها غافلين﴾ فأنتج أن من كذب على هذه الصفة اهلك، فانتظر السامع الإخبار بتعجيل هلاكهم، أخبر بأنه منعهم
١١٣
من ذلك وحرسهم المبادرة بالتوبة، ولما اشتد من تشوف السامع إليه، قدمه على سببه وهو رجوع موسى عليه السلام إليهم وإنكاره عليهم، ولأن السياق في ذكر إسراعهم في وهو رجوع موسى عليه السلام إليهم وإنكاره عليهم، ولأن السياق في ذكر إسراعهم في الفسق لم يذكر قبول توبتهم كما في البقرة ؛ ولما كان من المعلوم انهم تبين لهم عن قرب سوء موتكبهم لكون نبيهم فيهم، عبر بما كان من أنهم تبين لهم عن قرب سوء مرتكبهم لكون نبيهم فيهم، عبر بما أفهم أن التقدير : فسقط في إيدهم، وعطف عليه قوله سائقاً مساق ما هو معروف :﴿ولما سقط﴾ أي سقطت أسنانهم ﴿في أيديهم﴾ بعضها ندماً سقوطاً كأنه بغير اختيار لما غلب فيه من الوجد والأسف الذي أزال تأملهم ولذلك بناه للمفعول ﴿ورأوا أنهم قد ضلوا﴾ أي عن الطريق الواضح ﴿قالوا﴾ توبة ورجوعاً إلى الله كما قال أبوهم آدم عليه السلام ﴿لئن لم يرحمنا ربنا﴾ أي الذي لم يقط قط إحسانه عنا فكيف غضبه ويديم إحسانه ﴿ويغفر لنا﴾ أي يمحو ذنوبنا عيناً وأثراً لئلا ينتقم منا في المستقبل ﴿لنكونن من الخاسرين*﴾ أي فينتقم من بذنوبنا.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١١٣


الصفحة التالية
Icon