ولما أخبر بالسبب في تأخير الانتقام عنهم مساواتهم لمن اوقعت بهم النقمة في موجب الانتقام، أخبر سبحانه بحال موسى عليه السلام معهم عند رجوعه إليهم من الغضب لله والتكبيت لمن خالفه مع ما اشتمل عليه من الرحمة والتواضع فقال :﴿ولما رجع موسى﴾ أي من المناجاة ﴿إلى قومه غضبان﴾ أى في حال رجوعه لما أخبره الله تعالى عنهم من عبادة العجل ﴿أسفاً﴾ أي شديد الغضب والحزن ﴿قال بئسما﴾ أي خلافة خلافتكم التي ﴿خلفتموني﴾ أي قمتم مقامي وفعلتم مقامي وفعلتم خلفي.
ولما كان هذا ربما أوهم انهم فعلوه من روائه وهو حاضر في طرف العسكر، قال : ؛ ﴿من بعدي﴾ أي حيث عبدتم غير الله أيها العبدة، وحيث لم تكفوهم أيها الوحدون بعد ذهابي إلى الجبل للمواعدة الإلهية وبعد ما سمعتم مني من التوحيد لله تعالى وإفراده عن خلقه بالعبادة ونفي الشركاء عنه، وقد ريتم حين كففتم وزجرتكم عن عبادة غير حين قلتم ﴿اجعل لنا إلهاًكما لهم آلهة﴾ ومن حق الخلفاء أن يسروا سيرة المستخلف ولا يخالفوه في شيء ولما كان قد أمرهم ان لا يحدثوا حدثاً حتى يعود إليهم، أنكر عليهم عدم انتظاره فقال :﴿اعجلتم﴾ قال الصغاني في المجمع : سبقتم، وقال غيره : عجل عن الأمر - إذا تركه غير تام، ويضمن معنى سبق، فالمعنى : سابقين ﴿أمر ربكم﴾ أي ميعاد الذي ما الأيامبرجوعي إليكم إلى حده، فنظننتم أني مت فغيرتم كما غيرت المم بعد موت أنبيائها، قال الإمام أبو عبد القزاز أيضاً : عجلتم : سبقتم، ومنه تقول : عجلت فلاناً سبقته، وأسنده ابن التياني إلى الصمعي ﴿وألقى الألواح﴾ أي التي فيها التوراة
١١٤


الصفحة التالية
Icon