ولما فرغ سبحانه من ذكر الوعد بالميقات المقصود به سعي الكليم عليه السلام فيما يهديهم إلى صراط الله، وذكر سعيهم فيما اضلهم عن الطريق ياتخاذهم العجل وكان ختام ذلك ما بدا من موسى عليه السلام من الشقفة على أخيه ثم على الكافة بأخذ الألواح عند الفراغ مما يجب من الغضب لله، رد الكلام على ذكر شيء فعله في الميقات مراد به عصمتُهم في صراط الله بنقلهم - بمشاركته في سماعهم لكلام الله-من علم اليقين إلى عين اليقين بل حق اليقين شفقة عليهم ورحمة لهم، ليكون إخبارهمعما رأوا مؤيداً لما يخبر به، فيكون ذلك سبباً لحفظهم من مثل ما وقعوا فيه من عبادة
١٢٠
العجل، ومع ذلك وقع منهم العصيان بطلب ما لا ينبغي لهم من الرؤية على وجه التعنت، فقال :﴿واختار﴾ أي اجتهد في أخذ الخيار ﴿موسى قومه﴾ ثم أبدل منهم قوله :﴿سبعين رجلاً﴾ إشارة إلى أن من عداهم عدم، لا يطلق عليهم اسم القوم في المعنى الذي أراده، وهونحو ما قال النبي ﷺ فيما أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما "الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة" ثم ذكر علة الاختيار فقال :﴿لميقاتنا﴾ أي فما أختار إلا من رأى أنه يصلح لما نريد من عظمتنا في الوقت الذي حددناه له، ودنا بهم من الحضرة الخطابية في الجبل هو وهارون عليهما السلام، واستخلف على بني إسرائيل يوشع بن نونة عليه السلام، كل ذلك عن امر الله له، وفي هذا الكلام عطف على قوله ﴿ووعدنا موسى ثالثين ليلة﴾ [الأعراف : ١٤٢] فيكون الميقات هو الأول وهو ظلاهر التوارة كما مر بيانه في البقرة، ويجوز ان يكون عطفاً على قوله
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٢٠


الصفحة التالية
Icon