ولما لم يتم المراد، قال مبيناً لأعظم المعجزات، وهي أ ؟ن علمه بغير مفلم من البشر :﴿الأمي﴾ أي الذي هومع ذلك العلم المحيط على صفة الأم، وأمه العرب لا يكتب ولا يقرأ ولا يخالط العلماء العلماء للتعليم منهم بل لتعليمهم، فنطبق الوصف على الموصوف مع التنوية بجلالة الأوصاف والتشويق إلى الموصوف، ولم يعطف لئلا يوهم تعداد الموصوف - والمعنى أني لا أغفر لأحد من بني إسرائيل ولا من غيرهم إلا إن اتبع محمد ﷺ، وهذا الاتباع تارة يكون بالقوة فقط لمن تقدم موته على زمانه وتارة يخرج منة القوة إلى الفعل ممن لحق زمانه دعوته، فمن علم الله منه أنه لا يتبعه إذا أدركه لا يغفر له ولو عمل جميع الطاعات غير ذلك، وعرفه لهم بجميع خواصه حتى لا يتطرق إليه عند مجيئه ولا ريب يتعلل في أمره بعلة، ولذلك أتبعه بقوله :﴿الذي يجدونه﴾ أي علماء بني إسرائيل ؛ ولما اشتد تشوف بذكر الوجدان، قال :﴿مكتوباً﴾ ثم قرب الأمر بقوله :﴿عندهم﴾ ثم بين أنه مما لا يدخله شك بقوله :﴿في التوارة والإنجيل﴾ أي
١٢٤


الصفحة التالية
Icon