اللذين يعلمون أتهما من عند الله بصفته البينة كما تقدم بيانه عما عللوا عن تبديله منهما في البقرة ﴿وإذا ابتلى إبراهيم ربه﴾ [البقرة : ١٢٤] وفي آل عمران عند ﴿إن الله اصطفى أدم ونوحاً﴾ [آل عمران : ٣٣] وفي النساء عند ﴿ما قتلوه يقيناً﴾ [النساء : ١٥٧] وفي التوارة أيضاً من ذلك في الفصل الحادي عشر من السفر الخامس : وإذا دخلتم الأرض التي يعطيكم الله ربكم فلا تعملوا مثل أعمال تلك الشعوب ولا يوجد فيكم من يطلب تعليم العرافين، ثم قال لأن هذه الشعوب التي ترثونها كانت تطيع العرافين والنمجمين، فأما انتم فليس هكذا يعطيكم الله ربكم، يل يقيم لكم نبياً من إخوانكم مثلي، فأطيعوا ذلك النبي كما طلبتم إلى الله ربكم في حوريب يوم الجماعة وقلتم : لا تسمع صوت الله ربنا ولا تعاين هذه النار العظيمة لئلا نموت، فقال الرب : ما احسن ما تكلموا، إني سأقيم لهم نبياً من إخوانهم مثلك، اجعل كلامي في فيه ويقول لهم ما آمره به، والذي لا يقبل قول ذلك النبي الذي يتملم باسمي أنا أنتقم منه ومن سبطه - انتهى هكذا رايته مترجماً مترجماً في بعض نسخ التوارة، ثم رأيت السموأل بن يحي المغربي ترجمه في كتابه الذي ذكر فيه سبب إسلامه وكان من أكابر علمائهم بل العلماء فقال : نبياً أقيم لهم من وسط إخوانهم مثلك، بع فليؤمنون-انتهى.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٢٤


الصفحة التالية
Icon