وهو يعني أن يكون هذا النبي محمداً ﷺ لأنه من بني إسماعيل أخي إسحاق وقد أتى بشريعة مستقله لا تعلق لها بشريعةقبلها ولا توقف لها عليها، وذلك أن في العبارة كلمتين : مثل وإخوة، وحقيقة الأ خ ابن أحد الأبوين، وهو إسماعيل عليه السلام، فأقرب المجاز إلى حقيقة الحمل على أخي الأب، وهوإسماعيل عليه السلام، والشائع في الاستعمال في نحو ذلك على تقدير إرادة أحد منهم أن يقال : ؛ من أنفسهم، لا من إخوانهم، وحقيقة المثل المشارك في أخص الصفات، واخص الصفات، واخص صفات موسى عليه السلام الرسالة والكتاب بشريعة مستقلة ولم يأتي منهم بعده من هو بهذه الصفة، لأن عيسى عليه السلام لم ينسخ من شريعة موسى عليه السلام إلا بعض الأحكام، وعلى تقديره دعوى ذلك فيه لكونه نسخ في الجملة وتسليم ذلك لا يتأتى قصده بهذا النص لوجهين : أحدهما أنه ليس من رجالهم إلا بواسطة أمه فحق العبارة : من بني أخواتهم : أحدهما أنه ليس من رجالهم المجاز فيهم ابعد من المجاز في بني إسماعيل لما تقدم، ولا ينتقل إلى الأبعد إلا بقرينة تصرف عن الأأقرب - والله أعلم.
قال السمؤال بن يحي أحد اخبارهم في سبب إسلامه : إن اليهود يقولون : إن هذه البشارة نزلت في حق سمؤال أحد أنبيائهم الذين بعد موسى لأنه كان السلام في أنه من سبط لاوي، وقال : إنه رأى سمؤال عليه السلام في المنام وأنه دفع إليه كتاباً فوجد فيه هذه البشارة فقال له : هنيئا
١٢٥


الصفحة التالية
Icon