وقال أيضاً : يشبه ملكوت السماء رجلاً صنع عرساً لابنه، فأرسل عبيده ليدعوا المدعوين إلى العرس، فلم يريدوا أن ياتوا، ثم أرسل عبيداً آخرين وقال : قولوا المدعوين : إن طعا مي معد، وعجولي المعلوفة قد ذبحت وكل شيء معد، فتعالوا إلى العرس، فتكاسلوا وذهبوا فمنهم إلى حقله ومنهم إلى تجارته والبقية أمسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم، فلما أبلغ الملك غضب وأرسل جنده واهلك هؤلائك القتله واحرق مدينتهم ؛ حينئذ قال لعبيده : أما العرس فمستعد، والمدعوون فغير مستحق، اذهبوا إلى مسالك الطريق وكل من وجدوا أشراراً وصالحين، فامتلأ العرس من المتكئين، فلما دخل الملك لينظر إلى المتكئين، فلما دخل الملك لينظر إلى المتكئين رأى هناك رجلاً ليس عليه ثياث العرسفقال : يا هذا! كيف دخلت هاهنا وليس عليك ثياب العرس ؟ فسكت، حينئذ قال الملك للخدام : شدوا يديه ورجليه وأخرجوه إلى الظلمة البرانية، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان، ما أكثر المدعوين وأقل المنتخبين وعبارة لوقا عن ذلك : إنسان صنع وليمه عظيمه ودعا كثيراً فأرسل عبده يقول للمدعوين يأتون فهو ذا كل شيء معد، فبدؤوا بأجمعهم يستعفون، فالأول قال : قد اشتريت كرماً والضرورة تدعوني إلى الخروج ونظره، فاسألك أن تعفني فما أجيء، وقال آخر : قد اشتريت خمسة أزواج بقر وأنا ماض أجربها، أسألك أن تعفيني فما أجيء، وقال آخر :
١٢٨
قد تزوجت امرأة، لأجل ذلك ما أقدر أجي، فاتي العبد وأخبره سيده، فحينئذ غضب رب البيت وقال لعبده : اخرج مسرعاً إلى الطريق وشوارع المدينة وادع المساكين والعور والعميان والمقعدين، اخرج الى الطريق والسياجات وألح عليهم حتى يدخلوا ويمتلئ بيتي ولا أجد من هؤلائك يذوق لي عشاء.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٢٤


الصفحة التالية
Icon