ولما دل بالإضافة إلى اسم الذات الدال على جميع الصفات على عموم دعوته شمول رسالته حتى للجن والملائكة، أيد ذلك بقوله :﴿الذي له﴾ أي وحده ﴿ملك السموات والأرض﴾ ولما كان مما بالغة في الدنيا انه ربما في مملكة الملك من يناظره أو يقرب منه من ولي عهد او نحوه، فربما رد بعض امره في صورة نصح أو غيره ؛ نفي ذلك بقوله مبيناً تمام ملكه :﴿لا إله إلاهو﴾ أي فالكل منقادون لأمره خاضعون له، لأنه لا موجود بالفعل ولا بالإمكان من يصلح للإلهية سواه، ؛ ثم علل ذلك بقوله ﴿يحيي ويميت﴾ أي له هاتان الصفتان مختصاً بهما، ومن كان كذلك كان منفرداً بما ذكر، وإذا راجعت ما يأتي إن شاء الله تعالى في اول الفرقان مع ما مضى في اوائل الأنعام، لم يبق عندك شك في دخول الملائكة عليهم السلام في عموم الدعوة ولما تقرر انه لا منازع له، تسبب عن ذلك توجيه الأمر بالانقياد لرسوله فقال :{فآمنوا بالله أي لما ثبت له من العظمة والإحاطة بأوصاف الكمال وبكل شيء فإن الإيمان به أساس لا ينبني شيء من الذين إلا عليه.
١٣٥


الصفحة التالية
Icon