ولما أمروا بالحطة قولاً، أمروا أن يشفعوها بفعل، لتحط عنهم ذنوبهم، ولا ينافي التقديم هنا التأخير في البقرة، لأن الواو لا ترتب، فقال :﴿وادخلوا الباب﴾ أى باب بيت المقدس حال كونكم ﴿سجداً نغفرلكم﴾ ولما كان السياق هنالبيان إسراعهمفي الكفر، ناسب ذلك جمع الكثرة في قوله :﴿خطاياكم﴾ في قؤاءة أبي عمرو، واما قراءة ابن عامر ﴿خطيتكم﴾ بالإفراد وقراءة غيرهما ﴿خطاياكم﴾ جمع قلة فللإشارة إلى إنها قليل في جنب عفوة تعالى، وكذا بناء ﴿تغفر﴾ للمجهول تأنيثاً وتذكيراً، كل ذلك ترجيه لهم واستعطافاً إلى التوبة، ولذلك ساق سبحانه مابعده مساق السؤال لمن كانه قال : هذا الرجاء قد حصل، فهل مع مع المغفرة من كرامة ؟ فقال :﴿سنزيد﴾ أي بوعد لا خلف فيه عن قريب، وهو لا ينافي إثبات الواو في البقرة ﴿المحسنين*﴾ أي العريقين في هذا الوصف، وللسياق الذي وصفت قيد قوله :﴿فبدل الذين ظلموا﴾ بقوله :﴿منهم﴾ لئلا يتوهم أنهم من الدخلاء فيهم ﴿قولاً غير الذي﴾ ولما كان من المعلوم ان القائل من له إلزامهم، بناه للمجهول فقال :﴿قيل لهم﴾ وقال :﴿فأرسلنا﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿عليهم﴾ بالإضمار تهويلاً لاحتمال العموم بالعذاب ﴿رجزاً من السماء﴾ ولفظُ الظلم - في قوله :﴿بما كانوا يظلمون*﴾ بما يقتضيه من أنهم لا ينفكون عن الكوتن في الظلام إما مطلقاً وإما مع تجديد فعل فعل من
١٣٩


الصفحة التالية
Icon