ولما كان السؤال عن خبر أهل القرية قال مبدلاً بدل اشتمال من القرية ﴿إذ﴾ أي حين ﴿يعدون﴾ أي يجوزون الحد الذي أمرهم الله به ﴿في السبت إذ﴾ أي العدو حين ﴿حيتانهم﴾ إيماء إلى انها مخلوقة لهم، فلو صبروا نالوها وهم مطيعون، كما في حديث جابر رضي الله عنه رفعه " بين العبد وبين رزقه حجاب، فإن صبر خرج إليه، وإلا هتك الحجاب ولم ينل إلا ما قدر له " ﴿يوم سبتهم﴾ أي الذي يعظمونه بترك الاشتغال فيه بشيء غير العبادة ﴿شرعاً﴾ أي قريبة مشرفة لهم ظاهرة على وجه الماءبكثرة، جميع شارعة وشارع أي دان ﴿ويوم لا يسبتون﴾ أي لا يكون سبت، ولعله عبربهذا إشارة إلى أنهم لو عظموا الأحد على أنه سبت جاءتهم فيه، وهو من : سبتت اليهود - إذا عظمت سبتها ﴿لا تأتيهم﴾ أي ابتلاء من الله لهم، ولو أنهم صبروا أزال الله هذه العادة فاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولما كان هذا بلاء عظيماً، قال مجيباً لسؤال من كأنه قال لشدة ما بهره من هذا الأمر : هل وقع مثل هذا ؟ مشيراً إلى أنه وقع، ولم يكتف به، بل وقع لهم أمثاله لأظهار ما في عالم الغيب منهم إلى عالم الشهادة :﴿كذلك﴾ أي مثل هذا البلاء العظيم ﴿نبلوهم﴾ أي نجدد اختيارهم كل قليل ﴿بما﴾ أي سبب ما ﴿كانوا﴾ أي جبلة وطبعاً ﴿يفسقون*﴾ أي يجددون في علمنا من الفسق، وهو الخروج مماهو أهل للتوطن من الطاعات
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٣٧


الصفحة التالية
Icon