كله خاصاً بهم ؛ أمره أن يذكر لهم أنه ركب لهم في عموم هذا النوع الآدمي من العقول ونصب من الأدلة الوضحة للأمر إيضاح المشهود للشاهد ما لو عذب تاركه والمتهاون به لكان تعذيبه جارياً على المناهج ملائماً للعقول، ولكنه لسبق رحمته وغلبة رأفته لم يؤاخذ بذلك حتى ضم إليه الرسل، وأنزل معهم الكتب وأكثر فيها من المواثيق، وزاد في الكشف والبيان، وإلى ذلك الإشارة باسم الرب، فكأن من عنده علم أشد ملامة من الجاهل، فقال :﴿وإذ﴾ أي واذكر لهم إذ ﴿أخذ﴾ أي خلق بقوله وقدرته ﴿ربك﴾ أي المحسن إليك بالتمهيد لرسالتك كما يؤخذ القمل بالمشط من الراس
١٤٧
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٤٦


الصفحة التالية
Icon