ولما كان كأنه قيل : لم فعل ذلك ؟ قيل : دلالة على أن المتقدم إنما هو على طريق التمثيل يجعل تمكينهم من الاستدلال كالإشهاد، فعلة كراهة ﴿أن يقولوا يوم القيامة﴾ أي إن لم ينصب لهم الأدلة ﴿إنا كنا هن هذا﴾ أي وحدانيتك وربوبيتك ﴿غافلين*﴾ أي لعدم الأدلة فلذلك أشركنا ﴿أو يقولوا﴾ أي لو لم نرسل إليهم الرسل ﴿إنما أشرك آباؤنا من قبل﴾ أي من قبل أن نوجد ﴿وكنا ذرية من بعدهم﴾ فلم نعرف لنا مربياً غيرهم فكنا لهم تبعاً فشغلنا اتباعهم عن النظر ولم يأتنا رسول منبه، فيتسبب عن ذلك إنكارهم في قولهم :﴿أفتهلكنا بما فعل المبطلون*﴾ أي من آبائنا ؛ قال أبو حيان : والمعنى أن
١٤٨
الكفرة لو لم يؤخذ عليهم عهد ولا جاءهم رسول بما تضمنه العهد م توحيد الله وعبادته لكانت لهم حجتان : إحدهما " كنا غافلين " والأخرى " كنا تبعاً لأسلافنا " فكيف والذنب إنما هو لمن طرّق لنا وأضلنا -انتهى.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٤٦
ومما يؤيد معنى التمثيل حديث أنس في الصحيح "يقول الله لأهون أهل النار عذاباً : لو أن لك ما في الأرض من


الصفحة التالية
Icon