ولما انقضت هذه القصص فأسفرت عن أن أكثر الخلق هالك، صرح بذلك فقال مقسماً لأنه لا يكاد يصدق أن الإنسان يكون - أضل من البهائم، عاطفاً على ما تقديره : هؤلاء الذين قصصنا عليكم أخباركم ذرأناهم لجهنم :﴿ولقد﴾ وعزتنا وجلالنا ﴿ذرأنا﴾ أي خلقنا بعظمتنا وأنشأنا وبثثنا ونشرنا ﴿لجهنم كثيراً﴾ أي ألجأناهم إليها ولم يجعل بينهم وبينها حائلاً ولما كانوا يعظمون الجن ويخافون ويضلون بهم، بدأ بهم فقال :﴿من الجن﴾ أي بنصبهم أنفسهم آلهة بإضلالهم الإنس في تزيين عبادتهم غير الله، فهم في الحقيقة المعبودون لا الحجارة، ونحوها ﴿والإنس﴾ أي بعبادتهم لمن لا يصلح، وعلم أن الآية صالحة لأن تكون معطوفة على الجملة التي قبلها فهي من فذلكه ما تقدم
١٥٨