ولما وصفهم بالإيمان الحامل على الطاعة والتوكل الجامع لهم الدافع للمانع منها، منتقلاً من عمل الباطن إلى عمل الظاهر مبيناً ان همتهم إنما هي العبادة والمكارم :﴿الذين يقيمون الصلاة﴾ أي يفترون عن تجديد ذلك ؛ ولما كانت صلة بين الخلق والخالق، أتبعها الوصلة بين الخلائق فقال :﴿ومما رزقناهم﴾ أي على عظمتنا وهو لنا دونهم ﴿ينفقون*﴾ ولو كانوا مقلين اعتماداً على ما عندنا فالإنفاق وإهانة الدنيا همتهم، لا الحرص عليها، فحيمئذ يكونون كالذين عند ربك في التحلي بالعبادةوالتخلي
١٨٤
من الدنيا إعراضاً وزهادة، وهو تذكبر بوصف المتقين المذكور أول الكتاب بقوله :﴿الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وممارزقنهم ينفقون﴾
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٨١


الصفحة التالية
Icon