المشار به إلى الامتنان بإحلال المنعم، وختم ذلك بالحث على الشكر ؛ نهانا عن تضيع الشكر في ذلك بالخيانة في أوامره بالغلول او غيره فقال :﴿يأيها الذين آمنوا﴾ الأعظم، فإن أصل الخون النقص ثم استعمل في ضد الأمانه والوفاء فصارت نقصاً خاصاً ﴿والرسول﴾ بغلول ولا غيره، بل أدوا الأمانه في جميع ذلك، ولعله كرر العامل
٢٠٦
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٠٤
في قوله :﴿وتخونوا آمنتاتكم﴾ من الفرائض والحدود والنوافل وغيرها إشارة إلى أن الخيانتين مختلفان، فخيانتهم لله حقيقة، وخيانتهم للأمانه استعارة، لأن حاملها لما أخلَّ بها كان كأنه خانها ؛ وخفف عنهم بقوله :﴿وأنتم تعلمون*﴾ حال الغفلة ونحوها، ويجوز أن يكون المفعول غير مراد فيكون المعنى : وأنتم علما، ويكون ذلك مبالغة في النهي عنها بأنهم جديرون بأن لا يقبل منهم عذر بجهل ولا نسيان لأنهم علماء، والعالم هو العارف بالله، والعارف لا ينبغي أن ينفك عن المراقبة.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٠٤


الصفحة التالية
Icon