عليهم ؛ روي عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال : لقد قللوا في أعينا يوم بدر ختى قلت لرجل إلى جنبي : أتراهم سبعين ؟ قال : أراهم مائة، فأسرنا رجلاً منهم فقلنا : كم كنتم ؟ قال : ألفاً، قال الحرالي في آل عمران : فجعل القليل وصفاً لهم لازماً ثابتاً دائماغً عليهم بما أوجب فيهم من نقص ذواتهم بخفاء فطرتهم وما وراء خلق
٢٢٢
الفطرة من الذوات، قال تعالى :﴿ويقللكم﴾ صيغة فعل واقع وقت لا وصفاً لهم من حيث إنه لو اراهم إياهم على الإراة الحقيقية لزادهم مضاعفين بالشعر، فكانوا يرونهم ثلاثة آلاف ومائتين وثلاثين - انتهى.
﴿
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢١٨
في أعينهم﴾ قبل اللقاء ليجترئوا على المصادفه حتى انهزموا حين فاجأتهم الكثرة فظنوا الظنون ؛ قال الحرالي : قللهم حين لم يرهم إياهم على الإراءة - الحقيقية العشرية، ولا أراهم إياهم على الصورة الحسية ؛ فكان ذلك آية للمؤمنين على قراءة ياء الغائب - أى في آل عمران - وكانت آية للكفار على قراءة ﴿ترونهم﴾ - بتاء الخطاب، فكان في ذلك في إظهار الإراءة في اعين الفئتين نحو مما كان من الإراءتين الواقعة بين موسى عليه السلام والسحرة في أن موسى عليه السلام ومن معه خيل إليهم من سحرهم أنها تسعى وأن فرعون ومن معه رأوا ثعباناً مبيناً يلقف ما يأكفون رؤية حقيقة، فتناسب ما بين الأيات الماضية القائمة لهذه الآية بوجه ما، وكان هذه الآية أشرف وألطف بما هي في مدافعة بغير آلة من عصى ولا حبل في ذوات الفئتين وإحساسهم - انتهى.