والمادة راجعة إلى الفيشلة وهي الحشفة، ومن لازمها الرخاوة وينشأ عن الرخاوة الجبن مع الصلف والخفة والطيش ولما كان الفشل ربما كان الظفر لفشل في العدو أكثر منه أو غير ذلك، عطف ما يلزمه غالباً بالواو دون الفاء فقال :﴿وتذهب ريجكم﴾ أى غلبتكم وقوتكم، واصله أن الريح إذا كانت في الحرب من جهة صف كانت في وجوه أعدائهم وقوتكم، وأصله يريدون فخذلوا فصارت كأنها قوة من أتت من عنده، فصارت يكنى بها عنها ؛ ثم ختم هذه الأسباب بالجامع لشملها الناظم لمقاصد أهلها فقال ؛ ﴿واصبروا﴾ أي على ما يكون من تلك المشاق فإنكم إن تكونوا تألمون فإن أعداءكم كذلك، وأنتم ترجون من الله ما لا يرجون ؛ ثم علله بما يكون النصر في الحقيقة فقال :﴿إن الله﴾ أي الميحط
٢٢٤