بالجلال والإكرام ﴿مخزي الكافرين*﴾ أي كلهم منكم ومنوغيركم في الدنيا والآخرة لأن قوله قد سبق بذلك، ولا يبدل القول لديه، والإخزاء : الإذلال مع إظهار الفضيحة والعار - وأظهر الوصف موضع الضمير تعميماً وتعليقاً للحكم به ؛ ولعل الالفات إلى الخطاب إشارة إلى أن من ترك أمر الله حدباً على قريب أو عشير فهو منهم، وقد برئت منه الذم'، فلينج بنفسه ولا نجاء له، أو يكون لا ستعطاف الكفار تلذيذ الخطاب وترهيبهم بزواخر العقاب.
٢٦٦
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٦١
ولما أنزل البراءة، أمر بالإعلام بهافي المجمع لأعظم ليقطع الحجج، فقال عاطفاً ظهرة الجملة إلى مضمونها : الإخبار بوجوب الإعلام بما ثبت بالجملة الأولى المعطوفة عليها من البراءة :﴿وأذان﴾ أي وهذا إعلام وإعلان واقع وواصل ﴿من الله﴾ أي المحيط بجميع صفات العظمة ﴿ورسوله﴾ أي الذي عظمته من عظمته، فلا يوجهه إلى شيء إلا أعلاه عليه ؛ ولما كان المقصود الإبلاغ الذي هو وظيفة الرسول، عداه بحرف الانتهاء فقال :﴿إلى الناس﴾ أى كلهم من اهل البراءة وغيرهم ﴿يوم الحج الأكبر﴾ قيده لأن العمرة تسمى الحج الأصغر.


الصفحة التالية
Icon