ولما بين ما أوجب بعدهم منهم ومعادتهم لهم، بين ما يصيرون به أهلاً فقال ﴿فإن تابوا﴾ أي بالإيمان بسبب ما أبديتم لهم من الغلطة ﴿وأقاموا﴾ أي أيدوا ذلك بأن أقاموا ﴿الصلاة﴾ أي بجميع حدودها ﴿وآتواالزكاة﴾ أي كما حدة رسول الله ﷺ ﴿فإخوانكم﴾ أيهم، وبين أنها ليست أخوة النسب فقال :﴿في الدين﴾ لهم ما لكم وعليهم ما عليكم، فلا تعرضوا لهم بما يكرهونه.
ولما كان كأنه قيل بعثاً وتحريضاً على تأمل ما فصل : قد فصلنا لكم أمرهم في هذه الآيات تفصيلاً، عطف عليه قوله :﴿ونفصل﴾ أي في كلأمر يحتاجون جميع ﴿الآيات﴾ وعظم هذه الآيات وحثم على تدبرها بقوله :﴿لقوم يعلمون*﴾ أي صار العلم لهم صفة فلهم ملكة يتصرفون بها في أصوله وفروعه، لا يغترون بمجرد كلام من شأنه الرداءة والمخالفة بين القول والعمل، والاعتراض بهذا بين هذه الجمل المتلاحمة
٢٧٦


الصفحة التالية
Icon