به، وهوعنمدي على ما فيه أولى مما ذكروه من الهم بإخراجه عند الهجرة على ما لا يخفي، أو يكون المراد ما همّ به ابن أبي المنافق ومن تابعه من اصحابه من إخراج النبي ﷺ من المدينة حيث قال في غزوة المريسيع : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الذل بعد إعطائهم العهود على الإيواء والنصرة والإسلام، وذلك لتذكير المؤمنين بمسارعتهم إلى النقض بعد أن أثبت أنهم في الالتحام في كيد الإسلام كالجسد الواحد، فكأنه يقول : إذا ترك هؤلاء إيمانهم فاولئك أحرى أن ينقضوا أيمانهم، وهو بعث للمؤمنين على التبرؤ من الكافرين منافقين كانوا أو مجاهرين مقاربين أو مباعدين
٢٧٨
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٧٥
ولما ذكرهم بالخيانة عامة وخاصة، أتبعها ما حققها بالقتال فقال :﴿وهم بدؤوكم﴾ أى بتطابق من ضمائرهم وظواهرهم ﴿أول مرة﴾ أى بالقتال والصد في الحديبية بعد إخباركم إياهم بأنكم لم تجيئوا للقتال وأنكم ما جئتم إلا زواراً للبيت الحرام الذي الناس فيه سواء وأنتماحق به منهم، وذلك أول بالنسبة إلى هذا الثاني مثل قوله ﴿أنكم رضيتم بالعقود أول مرة﴾ وقال بعض المفسرين : المراد بأول مرة قتالهم خزاعة، وهو واضح لأنه بعد عقد الصلح، وقيل : في بدر بعد ما سلمت عيرهم وقالوا : لا نرجع حتى نستأصل محمداً واصحابه، وقيل : المراد به مطلق القتال لأن النبي ﷺ جاءهم بالكتاب المنير ودعاهم بغاية اللين، وتحداهم به عند التكذيب، فعدلوا عن ذلك إلى القتال فهم البادئ أظلم.
ولما أمرهم بالقتال وكان مكرهاً إلى النفوس على كل حال.


الصفحة التالية
Icon