سبحانه لهم ورفقاً لهم، وقد كان جميع ذلك كما اشار إليه سبحانه، فاسلم الطلقاءوحسن إسلامهم، وقدم وفد هوزان وسألوا النبي ﷺ جبرهم برد ما أخذ لهم فقال لهم : إني استأنيت بكم، فلما ابطأتم قسمت بين الناس فيئهم، فاختاروا المال او السبي! فاختاروا السبي فشفع لهم عند الناس فاجابوه فرد إليهم ابناءهم ونساهم رحمة منه لهم، وذل العربى لذلك فدخلوا في الدين أفواجاً، وختم هذه الآية بالمغفرة والرحمة على ما هو النسب لسياق التوبة بذلك على انه ما عدل إلى ختم الأولى ب " عليم حكيم " إلا لما قررته من جعل أم في ﴿ام حسبتم معادلة للهمزة.
والله أعلم
٢٩٥
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٩٣
ولما تقدم في الأمر والنواهي وبيان الحكم المرغبة والمرهبة ما لم يبق لمن عنده أدنى تمسك بالدين شيئاً من الالتفات إلى المفسدين، بين أن العلة في مدافعتهم وشديد مقاطعتهم أنهم نجس وأن الواضع-التي ظهرت فيها انوار عظمته وجلالته واشرقت عليها شموس نبوتهورسالته، ولمعت فيها بروق كبره وجالت صوارم نهية وأمره - مواضع القدس ومواطن الأنس، من دنا إليها من غير أهلها احترق بنارها، وبهرت بصره أشعة أنوارها، فقال مستخلصاً مما تقدم ومستنتجاً :{يأيها الذين آمنوا﴾ أى أقروا بألسنتهم بالإيمان وهم ممن يستقبح الكذب ﴿إنما المشركون﴾ أي العريقون في الشرك بدليل استمرارهم عليه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٩٦