وأفعاله بأولياءه واعدائه الدالة على تمام القدرة والعلم، وختم بأن شركاءهم تعني عنهم، علل ذلك بانه الرب لا غيره، في وعلى المقصد الثاني - وهو الإعادة التي هي أعظم مقاصد السورة كفيل بإظهار الحجج عليها، العقول انه اشد من الإعادة - بادلة متكلفة بتمام القدرة والعلم فقال :﴿إن ربكم﴾ له وحده لا صنم ولا غيره ؛ ثم وصفه بما حقق ذلك فقال :﴿الذي خلق السموات والأرض﴾ أي على اتساعها وعظمتها
٤٠
ولما كان ربما قال الكفار : ما له إذا كان قادراً وأنت محقق في رسالتك لا يعجل لنا الإتيان يتاويله، بين أن عادته الأناه وإن كان أمره وأخذه كلمح بالبصر إذا أراده' فقال :﴿في ستة ايام﴾ أى في مقدراها ؛ ولما كان تدبير هذا الخلق امراً باهراً لا تسعه العقول، ولهذا كانت قريش تقول : كيف يسع الخلق إله واحد! اشار إلى عظمته وعلو رتبته بأداة البعد فقال :﴿ثم استوى على العرش﴾ أي أخذ في التدبير لما أوجده واحدث خلقه أخذاً مستوفي مستقصى مستقلاً به لأن هذا شان من يملك ملكاً ويأخذ في تدبيره وإظهار أنه لا منازع له في شيء منه ليكون خطاب الناس على ما ألفوه من ملوكهم لتستقر في عقولهم عظمة سبحانه، وركز في فطرهم الأولى من نفي التشبيه منه، ويقال : فلان جلس على سرير الملك، وإن لم يكن هناك سرير ولا جلوس، وكما يقال كناية لا يلتفت فيه إلى أجراء التركيب، والألفاظ على ظواهرها كقولهم للطويل : طويل النجاد، وللكريم : عظيم الوماد.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٩


الصفحة التالية
Icon