الاحتباك آخرها يدل على حذف ضده من صدرها، وصدرها يدل على أنه حذف قبل الآخر ولا تتركوا الإخلاص تكونوا معتدين ولما كان ذلك من الوفاء بحق الربوبية والقيام بحق العبودية مقتضياًَ للصلاح أمر بإدامته بالنهي عن ضده في قوله :﴿ولا تفسدوا﴾ أي لا تدفعوا فساداً ﴿في الأرض﴾ أي باشرك والظلم، فهو منع من إيقاع ماهية الإفساد في الوجود، وذلك يقتضي المنع من جميع أنواعه فيتناول الكليات الخمس التي اتفقت عليها الملل، وهي الديان والأبدان والعقول والأنساب والأموال ﴿بعد إصلاحها﴾ والظاهر أن افضافة بمعنى اللام وهي إضافة في المفعول، أي لا تدنسوها بفساد بعد أن أصلحها لكم خلقاً بما سوى فيها من المنافع المشار إليها بقوله
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٣


الصفحة التالية
Icon