بإيجاد كل من الملوين بعد إعدامهفي قوله - مؤكداً له لإنكارهم أن يكون في ذلك دلالة :﴿إن في اختلاف الليل﴾ أي على تباين اوصافه ﴿والنهار﴾ أى كذلك ﴿وما﴾ أى وفيما ﴿خلق الله﴾ أي الذي له الإحاطة الكاملة ﴿في السموات والأرض﴾ من أحوال السحاب والأمطار وما يحدث من ذلك الخسف والزلازل والمعادن والنبات والحيونات وغير ذلك من أحوال الكل التي لا يحيط البشر بإحصائها ؛ لما أشار إلى ذلك ختمها بقوله :﴿لآيات﴾ أي دلالات بينة جداً ﴿لقوم يتقون*﴾ أي أن من نظر في هذا الاختلاف وتأمل فيتقي الله ليعلمه قطعاً بأن أهل هذه الدار غير مهملين، فلا بد لهم من أمر ونهي وثواب وعقاب ؛ والاختلاف : ذهاب كل من الشيئين في غير جهة الآخر، فاختلاف الملوين : ذهاب هذا في جهة الضياء وذاك في جهة الظلام ؛ والليل : ظلام من غروب لشمسإلى طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس ؛ والخلق : فعل الشيء على ما تقتضيه الحكمة، وأصله التقدير ؛ ونبه بما خلق في السماوات والأرض على وجوه الدلالات.
لأن الدلالة في الشيء قد تكون من جهة خلقه أو اختلاف صورته او حسن منظره او كثرة نفعه او عظم امره أو غير ذلك.