نفسه فكيف يعبدون بأحوال غيره، سببوا عن ذلك قولهم :﴿فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم إن﴾ أي في أنا ﴿كنا عن عبادتكم﴾ أي في الجملة ﴿الغافلين﴾ والحاصل ان هذا ترجمة كلام الكفار وه ناشئ منهم عن محض غلبة ودهش وفرط غم وندم وقلق، فلا يشترط ان يكون معناه على الوجه الأسدّ والطريق الأبلغ، فالإعجاز في نظمه، ومرادهم به أن يخفف عنهم من العذاب ولو بمشاركة من كانوا يعبدونهم معهم، فهو من وادي قوله تعالى ﴿فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء﴾ [إبراهيم : ٢١] ﴿فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار﴾ [غافر : ٤٧] ﴿فآتاهم عذاباً ضعفاً من النار﴾ [الأعراف : ٣٨] ونحوه ﴿فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب﴾ [الأعراف : ٣٩] - والله أعلم.
٤٣٧
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٣٤
ولما أخبر عن حال المشركين، تشوفت النفس إلى الاطلاع على حال غيرهم فقال مستأنفاً مخبراً عن كِلا الفريقين :﴿هنالك﴾ أي في ذلك الموقف من المكان والزمان العظيم الأهوال المتوالي الزلزال ﴿تبلوا﴾ أى تخبر وتخالط مميلة محلية ﴿كل نفس﴾ طائعة وعاصية ﴿مآاسلفت﴾ أي قدمت من العمل فيعرف هل كان خيراً أو شراً وهل كان يؤدي إلى سعادة او شقاوة.


الصفحة التالية
Icon