جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٣٨
فلما سألهم عن أوضح ما هم فيه وقربه، نبههم على ما قبله من بدء الخلق فقال :﴿ومن يخرج الحي﴾ من الحيوان والنبات ﴿من الميت﴾ أي من النطفة ونحوها ﴿ويخرج الميت﴾ أي من النطفة ونحوها مما لا ينمو ﴿من الحي﴾ أى فينقل من النقص إلى الكمال ؛ ثم عم فقال :﴿ومن يدبر الأمر﴾ أي كله التدبير العام.
ولما كانوا مقرين بالرزق وما معه من الخلق والتدبير، أخبر عن جوابهم إذا سئلوا عنه بقوله :﴿فسيقولون الله﴾ أى مسمى هذا الاسم الذي له الكمال كله بالحياة والقيومية بخلاف ما سيأتي من الإعادةوالهداية ﴿فقل﴾ أى فتسبب عن ذلك أنا نقول لك : قل لهم مسبباً عن جوابهم هذا الإنكار عليهم في عدم التقوى :﴿فقل﴾ أي فتسبب عن ذلك انا نقول لك : قل لهم مسبباً عن جوابهم هذا الإنكار عليهم في عدم التقوى :﴿أفلا تتقون﴾ أي تجعلون وقاية بينكم وبين عقابه على اعترافكم بتوحده في ربوبيته وإشراككم غيره في إلهيته ؛ ثم علل إنكار عدم تقواهم بقوله :﴿فذالكم﴾ أى العظيم الشان ﴿الله﴾ أى الذي له الجلال والإكرام، فكانت هذه قدرته وأفعاله ﴿ربكم﴾ أي الوجد لكم المدبر لأموركم الذي لا إحسان عندكم لغيره ﴿الحق﴾ أي الثابته ربوبيته ثباتاً لا ريب فيه لاجتماع الصفات الماضية له لا لغيره لأنه لا تكون الربوبية حقيقية لمن لم تجتمع له تلك الصفات ﴿فما﴾ أى فتسبب عن ذلك أن يقال لكم : ما ﴿ذا بعد الحق﴾ أي الذي له أكمل الثبات ﴿إلاّ الضلال﴾ فغنه لا واسطة بينهما - بما أنبأ عنه إسقاط الجار، ولا يعدل عاقل عن الحق إلى الضلال فانّى تصرفون أنتم عن الحق إلى الضلال ؛ ولذلك سبب عنه قوله :﴿فأنى﴾ أي فكيف ومن أيّجهة ﴿تصرفون﴾ أي أنتم من صارف ما كائناً ما كان، عن الحق إلى الضلال.


الصفحة التالية
Icon