ولما علم أنهم معترفون بأمر الهداية وما يتبعها من الرزق والتدبير أعاد سبحانه السؤال عنها مقرونة بالإعادة تنبيهاً لهم على ما يتعارفون من أن الإعادة أهون، فإنكارها مع ذلك إما جمود أو عناد، وإنكار المسلمات كلها هكذا، وسوقه على الطريق الاستفهام ابلغ وأوقع في القلب فقال :﴿قل﴾ أي على سبيل الإنكار عليهم والتوبيخ لهم ﴿هل من شركائكم﴾ أي الذين زعمتموهم شركاء لي وأشركتموهم في أموالكم من أنعامكم وزروعكم ﴿من يبدؤا الخلق﴾ كما بدأته ليصح لهم ماادعيتم من الشركة ﴿ثم يعيده﴾.
ولما كان الجواب قطعاً من غير توقف.
ليس فيهم من يفعل شيئاً من ذلك، وكان لجاجهم في إنكار الإعادة وعنادهم لا يدعهم انة يجيبوا بالحق، أمره بجوابهم بقوله :﴿قل الله﴾ أى الذي له الأمركله ﴿يبدؤا الخلق﴾ أي مهما أراد ﴿ثم يعيده﴾ وأتى هنا بجزئي الاستفهام وكذا ما يأتي في السؤال عن الهداية تأكيداً للأمر بخلاف ما اعترفوا به، فإنه اكتفى فيه بأحد الجزأين في قوله ﴿فسيقولون الله﴾ ولم يقل : يرزقنا-إلى آخره ؛ ثم زاد في تبكيتهم على عدم الإذعان لذلك بالتعجب منهم في قوله :﴿فأنى تؤفكون*﴾
٤٤٠