أي كيف ومن أى جهة تصرفون بأقبح الكذب عن وجه الصواب من صارف ما، وقد استنارت جميع الجهات، ورتب هذه الجمل أحسن ترتيب، وذلك أنه سألهم أولاً عن سبب دوام حياتهم وكمالها بالرزق والسمع والبصر وعن دء الخلق في إخراج الحي من الميت وما بعده، وكل ذلك تنبيهاً على النظر في احوال أنفسهم مرتباً على الأوضح فالأوضح، فلما اعترفوا به كله اعاد السؤال عن بدء الخلق ليقرن به الإعادة تنبيهاً على أنهما بالنسبة إلى قدرته على حد سواء، فلما فرغ مما يتعلق بأحوال الجسد امره ان يسألهم عن غاية ذلك، والمقصود منه من أحوال الروح في الهداية التي في سبب السعادة إمعاناً في الاستدلال بالمصنوع على الصانع على وجه مشير إلى التفصيل فقال :﴿قل﴾ أي يا أفهم العباد وأعرفهم بالمعبود ﴿هل من شركائكم﴾ أي الذين زعمتم أنهم شركاء لله، فلم تكن شركتهم إلا لكم لأنكم جعلتم لهم حظاً من أموالكم وأولادكم ﴿من يهدي﴾ أي بالبيان أو التوفيق ولو بعد حين ﴿إلى الحق﴾ فضلاً عن أن يهدي للحق على أقرب نما يكون من الوجود إعلاماً.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٤٠


الصفحة التالية
Icon