ولما كان ذلك سلطاناً قاهراً ﷺ، زاده ظهوراً بما اشتمل الكتاب الآتي به عليه من التفصيل الذي هو نهاية العلم فقال :﴿وتفصيل الكتاب﴾ أي الجامع المجموع فيه الحكم والأحكام وجوامع الكلام من جميع الكتب السماوية في بيان مجملاتها وإيضاح مشكلاتها، فهو الحقيق بالاتباع والتفصيل بتبيين الفصل بين المعاني الملتبسة حتى تظهر كل معنى على حقه، ونظيره التقسيم، ونقضيه التخلط والتلبيس، وبيان تفصيله انه أتى من العلوم العلمية الاعتقادية من معرفة الذات والصفات بأقسامها، والعلمية التكليفية المتعقة بالظاهر وهي علم الفقه وعلم الباطن ورياضة النفوس بما لا مزيد عليه ولا يدانيه فيه كتاب، وعلم الأخلاق كثير في القرآن مثل ﴿خذ العفو﴾ [الأعراف : ١٩٩] ﴿إن الله يأمر بالعدل﴾ [النحل : ٩٠] وأمثالهما.
ولما كان - مع الشهادة بالصدق بتصديق ما ثبت حقيقة-معجزاً بالجمع والتفصيل لجميع العلوم الشريفة : عقليها ونقليها إعجازاً لم يثبت لغيره، ثبت أنه مناقض للافتراء حال كونه ﴿لا ريب فيه﴾ وأنه ﴿من رب العالمين*﴾ أى موجدهم ومدبر
٤٤٣
أمرهم والمحسن إليهم لأنه - مع الجميع لجميع ذلك - لا اختلاف فيه بوجه، وذلك خارج عن طوق البشر.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٤٢