﴿فاجمعوا أمركم وشركاءكم﴾ [يونس : ٧١] وتلاب ﴿من﴾ ضماً للفرع فإن ﴿من﴾ مشترك بين الوصول والشرط، وهي أيضاً قد تطلق على ما لا يعقل، فناسب ذلك الحال، وزيدهناك في وصف الناجين ﴿وجعلناكم خلائف﴾ [يونس : ١٠] نظراً إلى قوله تعالى في في أول السورة لآ ﴿ولقد اهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا﴾ [يونس : ١٣]فلوح لهم بالأهلا إن ظلموا، ثم أشار لهم-في قصة نوح عليه السلام بكونه أعلمهم أن الخلائف هم الناجون الباقي ذكرهم وذريتهم - إلى أنه تفصيل عليهم بالتوفيق إلى الإجابة ورحمهم بهذا النبي الكريم - عليه أفضل الصلاة والتسليم - فقضى أنهم غيلار مهلكين ولما افتتحت القصة بنسبتهم له إلى الضلال باطلاً وهو ناشىء عن عمى البصيرة أو البصير، ناسب ان يقلب الأمر عليهم على وجه الحق فقال مؤكداً لإنكارهم ذلك ﴿إنهم كانوا﴾ أى لما جبلتهم من العوج ﴿قوماً عمين﴾ أي مطبوعين في عمى القلب مع قوتهم يحاولون، ثابت لهم ذلك، بما أشار إليه فعل دون أن يقال فاعل، وختمت القصة في يونس بقوله ﴿فانظر كيف كان عاقبة المنذرين﴾ [يونس : ٧٣]لقوله
٥٠


الصفحة التالية
Icon