ولما نفى السفاهة، أثبت ما يلزم منه ضدها بقوله :﴿ولكني رسول﴾ وبين المرسل تعظيماً للامر بقوله ﴿من رب العالمين﴾ أي المحسن إليهم بعد نعمة الإيجاد والأرزاق بإرسال الرسل إليهم ليكسبوهم معالي الأخلاق التي بها انتظام نعمة الإبقاء ﴿ابلغكم﴾ وجع الرسالة لما تقدم في قصة نوح عليه السلام فقال :﴿رسالات بي﴾ المحسن ألّي ما لم اكن أعلم وتاهيلي لما لم يكن في حسابي ولما كانوا قد رموه بالسفه الذي هو من غرائز النفس لأنه ضد الحلم والرزانة، عبر عنة مضمون الجملة النافية له بما يقتضي الثياب فقال :﴿وأنا لكم ناصح﴾ أي لم يزل النصح من صفتي، وليس هو تكسبته بل عريزة فيّ، وقد بلوتموني فيه قبل الرسالة وإظهار هذه المقالة دهراً دهيراً وزماناًطويلاً ؛ ولما قالوا إنهم يظنون كذبة زادهم صفة الأمانة فقال :﴿أمين﴾
٥٢
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٨


الصفحة التالية
Icon