البراهين، فمن تركه مع ذلك فهو في غاية الطيش والخفة وعدم العقل، وأيضاً فوصفهم بالتكذيب وان أخذهم إنما كان المطلق صدور التكذيب منهم، وانهم لم يبادروا إلى الإيمان قبل التكذيب، ويحتمل ان تكون الجملة حالاً، والمعنى على كل تقدير : قطعنا دابرهم في حال تكذيبهم وعدم إيمانهم ولما أتم سبحانه ما اراد من قصة عاد، اتبعهم ثمود فقال ﴿وإلى ثمود﴾ أي خاصة، منع من الصرف لأن المراد به القبيلة، وهو مشتق من الثمد وهو اتلماء القليل، وكانت مسامنهم الحجر بين الحجار والشام إلى وادي القرى، أرسلنا ﴿أخاهم صالحاً﴾
٥٦
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٥٦
ثم استنأنف غلإخبار عن قوله - كما مضى في هود عليه السلام فقال :﴿قال ياقوم﴾ مستعطفاً لهم بالتذكير بالقرابة وعاطف النسابة ﴿اعبدوا الله﴾ أي الذي لا كمال إلا له ﴿ما لكم﴾ وأكد النفي بقوله :﴿من إله غيره﴾ ولما دل على صدقه في ذلك أنهم دعوا أوثانهم فلم تجيبهم، ودع هو ﷺ ربه سبحانه فأخرج لهم الناقة، علل صحة ما دعا إليه بقوله :﴿قد جاءتكم بيينة﴾ أي ظاهرة جداً على صدقي في ادعاء رسالتي وصحة ما امرتكم به، وازدهم رغبة بقوله :﴿من ربكم﴾ أى الذي لم يزل محسناً إليكم ؛ ثم استأنف بيانها بقوله :﴿هذه﴾ إليها بعد تكوينها تحقيقاً لها وتعظيماً لشأنها وشانه في عظيم خلقها وسرعةتكونها لجلة ولما أشار إليها، سماها فقال :﴿ناقة الله﴾ شرفها بالإضافة إلى الاسم العظم، ودل على تخصيصها بهم بقوله :﴿لكم﴾ فذرها أيمما أنبت الله الذي له كل سيء وهي ناقبة كما ان الأرض كلها مطلقاً أرضه والنبات رزقه، ولذلك أظهر لئلا يختص أكلها بارض دون أخرى.


الصفحة التالية
Icon