قوله تعالى ﴿بالغدو الآصال﴾ في سورة الرعد إن شاء الله، فمعنى الآية حينئذ : أما تعانيه من الصلوات : الحقيقية ذات الأركان، والمعنوية من الدعاء والاستغفار وجميع أفعال الر الحاملة على أنواع الوصل الناهية عن كل قطيعة تامرك بمجاهرتنا لآبائنا بالقطيعة مع تقدير حضوركم ومشاهدتهم لما نفعل مما يخالف أغراضهم وبترك التنمية لأموالنا بالنقص وهو مع مخالفة افعال الآباء تبذير فهو سفه - فدارت شبهتهم في الأمرين على تلقيد الآباء وتنزيههم عن الغلط لاحتمال أن يكون لأفعالهم وجه من الصواب خفي عنهم، وزادت في ألأموال بظن التبذير - فقد صرت بدعائنا إلى كل من الأمرين حينئذ داعياً إلى ضد ما أنت متلبس به ﴿إنك﴾ إذاً ﴿لأنت﴾ وحدك ﴿الحليم﴾ في رضاك بما يغضب منه ذوو الأرحام ﴿الرشيد*﴾ في تضييع الأموال، يريدون بهذا كما زعموا - سلخه من كل ما هو متصف به دونهم من هاتين الصفتين الفائقتين بما خيل غليهم سفههم أنه دليل عليه قاطع، وعنوا بذلك نسبته إلى السفه والغي على طريق التهكم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٥٦٥